رحلة صناعة إنسان فاهم وواعي وناجح.
مهارة اليوم هي مقاومة الاحباط،
وهي القدرة على تجاوز المشاعر السلبية التي تملأ القلب عند حدوث خلاف ما نتوقعه
ومع كل مهارة جديدة نعقد النية لتعلُّم هذه المهارات النبوية.
صاحب قصة النهاردة "تيري فوكس"
قصة نجاح انسان حدثت له عدة عقبات وصدمات، معاناته كانت سر نجاحه
من الطبيعى أن تتعرض للاحباط، وأن يحدث لك أشياء غير متوقعة أنت غير مسئول عنها،
ولكن أنت مسئول عن رد فعلك .. أنت الذي تملك القرار
قاوم الاحباط وصمم على النجاح
هي رحلة لصناعة العبد الرباني الناجح في ذاته ثم في مجتمعه ليحقق قول الله عز وجل: "..إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً.." (البقرة 30).
اليوم قصة إنسان كان مُحبَط، ولكن وَجَدتُ كلام المختصين من علم النفس يقولون أن المشكلة ليست في الإحباط وإنما في الإستسلام للإحباط؛ مهارة اليوم هي: مقاومة الإحباط.
- ماذا تعني مقاومة الإحباط؟
القدرة على تجاوز المشاعر السلبية التى تملأ القلب نتيجة موقف غير متوقع أو غير مأمول.
- من هو صاحب مهارة مقاومة الإحباط؟
قصة شاب أمريكي اسمه "تيري فوكس"، ولد عام 68، كان شاب رياضي يُمارس رياضة كرة السلَّة وألعاب القوى، ولكن في عامه الثامن عشر فوجئ بمرض سرطان في العظام، ومن هنا بدأ رحلة علاج طويلة في المستشفى، وفي أحد الأيام حَلم بأنه يركض حول كندا بأكملها على قدمه، قرر بعد ذلك الحلم أن يحققه بعد أن يُشفى من المرض، ولكن الصدمة الثانية أنه فوجئ بالطبيب يقول له أن العلاج غير مُجدي لذا يجب بتر القدم اليمنى؛ إلا أنه قرر عدم الإستسلام عن هذا الحلم، فاستخدم قدماً صناعيةً ركض بها 143 يوم وأكثر من خمسة آلاف كيلو متر، على أثرها شعر بتعب شديد فقال له الطبيب أنه يجب أن يمتنع عن الركض لأن السرطان بدأ ينتشر في الرئة.
جمع "تيري فوكس" في المسافة التي قطعها 28 مليون دولار لصالح مرضى السرطان، بعد ذلك عُرف "فوكس" من خلال وسائل الإعلام وكثير من الناس أتوا لزيارته، ومن هنا قرر أن يجعل من غرفته جامعة لتعليم الناس مقاومة الإحباط، ليكتسبوا روح البطل وليس روح الضحية، حتى يومنا هذا يتم هذا المارثون في 60 دولة حول العالم يُشارك فيه مئات الآلاف من الناس، وفي العام قبل الماضي تم جمع 185 ألف جنيه لدعم أبحاث علاج السرطان في مستشفى 57357، وفى الإمارات تم جمع مليون و400 ألف دولار بمشاركة أكثر من 100 ألف شخص، فظل لهذا الرجل بصمة حتى بعد وفاته ب30 عاماً.
وانظر كيف يُعالج الله عز وجل الإحباط، فيقول لعباده لا تحبط من ذنب ما حتى وإن تبُت وعدت لهذا الذنب: "وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا" (النساء 110). وكان النبي صل الله عليه وسلم يقول لشخصان يساعدانه على حمل بعض الأشياء، قال لهم في حديث صحيح: "لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما فإن الإنسان تلده أمه لا قشر عليه ثم يرزقه الله عز وجل".
- ما هى معوقات مهارة مقاومة الإحباط؟
1- جاذبية المأساة: من ضمن شهوات الإنسان حب جذب الإنتباه، سواء كان بالنجاح، وإذا لم ينجح يكون بالتعاطف في حالة الفشل أو الإحباط، فاحذر الوقوع في هذا الفخ، وهذا ما فعله النبي مع الصحابي الضرير عبد الله بن أم مكتوم، حينما جعله يؤذن للصلاة مع بلال رضي الله عنهما.
2- استيلاء المشكلة عليك: علماء النفس يقولون أن أي مشكلة لها ثلاث صفات:
أ) محصورة أي تأتيك أزمة فتجتاح حياتك، كأزمة مادية أو رد الإحسان بالإساءة.
ب) أي مشكلة لها حل، يهتدي لها من يهتدي ويضل عنها من يضل، وأي مشكلة غير دائمة.
ج) المشكلة في الحدث وليس شخصك، أي لا تشخصن المشكلة وتقول أنك أنت المشكلة.
ولنا مثال في مقاومة الإحباط ما فعله النبي مع الصحابة في غزوة حمراء الأسد، وهى غزوة بعد غزوة أحد مباشرة، حينما أمرهم النبي ليخرجوا لمحاربة المشركين وعدم الإستسلام للإحباط وقال الله في كتابه: "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّـهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"، (آل عمران 172، 173).
- كيف تكتسب مهارة مقاومة الإحباط؟
1- شد خط: أي أُحصر المشكلة وابدأ من جديد، فالمشكلة المادية لا تجعلك تغضب على الناس أو تعاملهم بسوء.
2- حسِّن صوتك الداخلي: كل إنسان في الدنيا فيه حوار داخلي، ويشترك في هذا الحوار الشيطان، فالحل أنك تقول لنفسك كلام إيجابي ووجدت هذا في كلام النبي حينما قال في حديث روته السيدة عائشة: "لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ، ولكن ليقل لقست
نفسي"، لأن نفسك من خلقة الله.
انتظروا جديد في الاسبوع القادم ...................^_*